حوار صحفي مع الكاتبة هاجر علاء
في طيات تلك الأحداث التي نواڪبها والتغيرات التي نعاصرها ما زال هُناك العديد من المُبدعين الذين سيتفوه بهم المستقبل قريبًا، وستڪون الڪُتب خير شاهد على ڪل ما قدموه لنا من إبداع وحققوه من نجاح.
*********
1️⃣ عَرفنا أَكثر عن نفسك:
اسمي هاجر علاء، كاتبة شغوفة بالكلمة، أؤمن أن
الكتابة ليست مجرد حروف تُسطر على الورق، بل نافذة على الروح وعالم من الإبداع.
أحب استكشاف المشاعر الإنسانية بعمق وأعبر عنها بأسلوبي الخاص.
---
بدأت رحلتي الأدبية منذ سنوات، عندما بدأت أكتب
لنفسي، كأنني أهمس بأسراري للورق. أما الكتابة في العلن، فقد كانت بدايتي الحقيقية
حين قررت أن أطلق العنان لحروفي لتلامس أرواح الآخرين وتشاركهم قصصها.
أحب كتابة الخواطر العاطفية التي تتناول قضايا
الإنسان، وتجمع بين الشعور العميق والتأمل الفلسفي. كما أنني أستمتع بكتابة النصوص
القصيرة التي تعبر عن مشاعر حقيقية وتجارب حياتية.
تسير الأيامُ على وتيرةٍ كأنها لا تُبالي بي، كل لحظةٍ تسقطُ في بئرٍ عميقٍ لا قاعَ له، ليلٌ يلتهمني بأسئلةٍ تذوب في الظلامِ، وصباحٌ يأخذني كغيمةٍ مثقلةٍ، تئنُّ من الرياحِ التي لا تنتهي.
داخلي حزنٌ قديمٌ، متجذرٌ في كل زاويةٍ من الروحِ، لا يبرحني، ولا يترك لي مجالًا للنجاةِ، هو ظلٌ لا يلتئمُ، جرحٌ لا يندملُ، يحاصرني في كل لحظةٍ أتنفس فيها، ويمشي معي في كل مكانٍ، ومع ذلك، في أعماقِ هذا الظلام ينبض يقينٌ خافت، كخيطٍ ضئيلٍ من ضوءٍ غريبٍ يقترب من الأفقِ، كفجرٍ لا يزال بعيدًا لكنه هناك، يلوح لي من بعيدٍ.
أتلمس طيف الفرح كأملٍ بعيدٍ، يخفق في الفراغِ، يشق طريقه عبر الظلال، يهمس لي بوعودٍ غير مرئيةٍ، ربما تتجسد قريبًا، ربما تبقى هناك، لكنها تشدني إلى الحياةِ، رغم كل شيءٍ؛ فحتى في أعماقِ السكونِ، هناك صدى لِلضوءِ، يتسلل دون أن أشعر، يقينٌ ضعيفٌ، لكنه لا يُهزم
في غيابِك، تاهتِ الكلمات أصبحَ العالَمُ
ضبابيًّا، أبحثُ في كلِّ زاويةٍ عن شيءٍ يملأ الفراغَ الذي تركتَهُ، وفي كلِّ مرةٍ
أظنُّ أنني سأجدُ السلام، يعودُ الصمتُ ليغمرني من جديد، هو ليسَ صمتًا عاديًّا،
بل هو صمتٌ مليءٌ بالحكاياتِ التي لم تكتملْ بعد، بذكرياتٍ قديمةٍ ترفضُ أن تموتَ،
كلُّ لحظةِ غيابٍ تحملُ ثقلًا أكبرَ، وكأنَّ الزمانَ يتعمدُ أن يُبطئَ خطاهُ؛
ليتركَ لي الفرصةَ للحديثِ مع نفسي، وللتفكيرِ في كلِّ ما كان يمكنُ أن يكونَ؛
لكنني أعرفُ أنني لن أجدَ الجوابَ أبدًا؛ فالحبُّ مثلُ الغيابِ، يأتي دونَ أن
نطلبَهُ، ويظلُّ فينا حتى وإن حاولنا الهروبَ منه.
---
بالتأكيد، الكتابة هي أصدق وسيلة للتعبير عن
المشاعر؛ لأنها تمنحنا الحرية المطلقة لنكون أنفسنا دون قيود. عندما نمسك بالقلم،
يتحول ما بداخلنا إلى كلمات نابضة بالحياة، تنقل الألم والفرح والشغف بأدق
تفاصيلها.
الكتابة هي مرآة للروح، وسيلة للبوح بما يعجز
القلب عن التعبير عنه بوضوح. إنها حوار داخلي بين الكاتب ونفسه، وتجسيد للأفكار
والمشاعر بصدق يتجاوز اللغة.
نعم، اقتباسي المفضل هو: "إنما نكتب
لنُبقي الحياة حيةً فينا" – غسان كنفاني.
الداعم الأول لي كان نفسي، أنا وقفت بجانب ذاتي
حين لم يفعل أحد، ووجدت في شغفي بالكتابة ملجأً ودافعًا للاستمرار. أما الحافز
الأخير فهو إيماني بأن الكلمة الصادقة يمكن أن تغير حياة شخص أو تضفي أملًا في
قلبٍ بائسٍ.
أستعيد شغفي بالابتعاد قليلًا عن الكتابة
والانغماس في القراءة أو مشاهدة أفلام ذات طابع أدبي. كما أجد نفسي من جديد عند
التأمل في الطبيعة والبحث عن إلهام جديد في التجارب اليومية.
---
لا تخشَ الخطأ؛ فالكتابة رحلة تعلم مستمرة.
اكتب لنفسك أولًا، ثم فكر في الآخرين. إجعل قلمك ينبض بما تشعر به، ولا تتوقف عن
القراءة؛ لأنها المفتاح لصقل مهارتك واكتشاف صوتك الأدبي الخاص.
في نهاية حوارنا المُميز مع المبدعة هاجر علاء
نتمنىٰ لها المزيد من التفوق والإبداع، ولا زلنا على يقين بأن الأيمان بالموهبة هو
النجاح والتمسك به هو التفوق.
> Journalist Salma El-Jilani
تحت إشراف: ڪِيان خُـطوط
المؤسس: الكاتب الصحفي محمد فؤاد
Comments 0
Post a Comment
Cancel