حوار صحفي مع الكاتب صابر يحيىٰ /الداهية
في طيات تلك الأحداث التي نواكبها والتغيرات التي نعاصرها ما زال هُناك العديد من المُبدعين الذين سيتفوه بهم المستقبل قريبًا، وستكون الكتب خير شاهد على كل ما قدموه لنا من إبداع وحققوه من نجاح.
♦️في
هذا الحوار الشيق سنتعرف اليوم علىٰ أحد كتاب هذا العصر الحديث الكاتب: صابر يحيىٰ
/الداهية/.
********
1️⃣ عَرَفنا أكثر عن نفسك:
أنا
صابر يحيىٰ، أسمي الذي اختاره لي أخي الأكبر، وكأنه كان يرى فيّ المعنى العميق
لهذا الاسم، ومنذ ذلك الحين، وأنا "صابر "على كل ما يواجهني في الحياة،
أتحلىٰ بالصبر الذي بات جزءًا لا يتجزأ من شخصيتي.
عمري ٢١
عامًا
أما
لقبي، فهو "الداهيه"، وقد لقبوني بهذا الاسم؛ لما وجدوه فيّ من عقل واسع
وأفق لا تنتهي فيه الحلول، ولأنني بارع في التفكير واتخاذ القرارات، أحببت هذا
اللقب كثيرًا؛ لأنه يعبر عني ويلازم أسمي أينما ذهبت، حتى أصبح جزءًا من هويتي
التي أعتز بها.
----------------
2️⃣ منذ متىٰ وبدأتْ رحلتك الأدبية؟
عندما كنتُ في المرحلة الأساسية، كنتُ أشارك في الإذاعات الصباحية بارتجالاتي الأدبية، وكانت تنال إعجاب الجميع، ومع انتقالي إلى المرحلة الثانوية، تطورتُ أكثر فأكثر، ولقيتُ الدعم والتشجيع من الجميع، كنتُ أكتب كثيرًا، أُفرغ مشاعري وأُعبّر عن أفكاري على الورق، حتى أصبحت الكتابة بالنسبة لي ملاذًا ومتنفسًا لا غنى عنه.
وبعد أن
أنهيتُ دراستي الثانوية، قررتُ أن أستثمر موهبتي بشكل أعمق، بدأت أكتب مقالات وشبه
روايات، وأدوّن في دفتر مذكراتي نصوصًا أدبية تنبض بالجمال والإبداع، كانت تلك
النصوص تحمل شيئًا من روحي، مما جعل ارتجالاتي تدهش كل من يقرؤها.
هذا
الإعجاب دفعني إلى التفكير في نشر ما أكتب، فبدأت أشارك نصوصي عبر منصات التواصل
الاجتماعي، واكتشفت أن كلماتي قد وصلت إلى قلوب الكثيرين، وتركت أثرًا لا يُنسى.
كانت
تلك اللحظة بداية رحلة مليئة بالشغف والأمل، رحلة ما زلتُ أسير فيها بخطًى واثقة،
مؤمنًا بأن الكتابة جزء من روحي، وأنها الطريق الذي يقودني نحو تحقيق ذاتي.
-------------
3️⃣ للأدب فنون عديدة؛ ما هو الفن الذي تفضل كتابته؟
فن
صياغة الألم والأمل هو قدرتي على كتابة الأحزان بمهارة، ممزوجة بأمل كبير بالله،
وبثقة في تبديل الأحزان إلى فرج قريب، ومع ذلك، فقد أخذ الحزن مساحة كبيرة من
كتاباتي، حتىٰ أصبح السمة التي تميزني، وصرتُ معروفًا بـ"كاتب الحزن الشهير".
أترجم
مشاعر التيه والغموض إلى كلمات تتغلغل في أعماق القلوب، وأمنح الحزن مظهرًا جميلًا
يجعل القارئ يرىٰ فيه وجهًا مختلفًا، أنا الكاتب الذي يجيد تجميل الحزن؛ ليصبح
جزءًا من قصة تحمل بين سطورها بصيصًا من نور الأمل.
-----------
4️⃣ شارك معنا أثنين من خواطرك:
-----------
١.
"كاتبُ الحزنِ الشهير"وصانعُ الكلماتِ العميقة
أنا
الكاتبُ الذي يطوّعُ الألمَ جمالًا خالدًا؛ أنسجُ من الحزنِ لغةً تُلامسُ الأرواحَ
الظمأىٰ، وأزرعُ في القلوبِ كلماتٍ تشقُّ ظلالَ السكون، أنا الكاتبُ الذي يجيدُ
ترجمةَ الشعورِ المكنون، وأحوّلُ المعاناةَ إلى لوحاتٍ تُبهرُ العقول، أسكبُ
الوجعَ في عباراتٍ تتألقُ بالحكمة؛ فتصبحُ الحروفُ أوتارًا تعزفُ ألحانَ العزلة،
أسمي "الداهية"، وصيتُ الحزنِ يسبقُ خطاي، وملكي الكلماتُ التي تُعيدُ
ترتيبَ الأرواح.
-------
٢.وعن الكتابة التي تداوي وتُنهك كتبت:
أكتبُ
لأتنفّس، أبحثُ بين السطورِ عن عوالمَ جديدةٍ تهربُ من قسوةِ الواقع، أجدُ في
الكتابةِ ملجأً لروحي؛ لكنّها في ذاتِ الوقتِ تُنهكني، تأخذُ منّي الكثيرَ وتُبقي
في داخلي فراغًا أعمق، كأنّني أسكبُ في كلِّ حرفٍ جزءًا من ذاتي.
------------
5️⃣ "الكتابة ليست فقط لإخبار الناس بما تعرفه، بل لأخبارهم بما شعرت به"
مارك توين
في ضوء
هذه المقولة وضح من وجهة نظرك:
هل الكتابة
تُعتبر من أفضل الوسائل للتعبير عن المشاعر الوجدانية بسهولة؟ ولماذا؟
"مقولة
مارك توين" تلامس شغاف قلوب عشاق الكتابة، فهي تلخص جوهر هذا الفن العميق،
الكتابة ليست مجرد وسيلة للتعبير عن المعرفة، بل هي نافذة مفتوحة للمشاعر التي
تتدفق من أعماق الروح.
لإنها
أفضل وسيلة لتفريغ ما يختلج في الداخل من أحاسيس وأفكار، فهي الملجأ الوحيد الذي
تهرب إليه لتبوح له بكل ما يعصف بقلبك، الكتابة لا تملّ من شكواك، ولا تكلّ من
مرافقتك، ولا تهرب منك مهما أثقلتك الهموم، إنها الصديق الذي يبقىٰ بجانبك دائمًا،
يعانق حروفك بكل صمت، ويرتب فوضى مشاعرك دون أن يطلب منك شيئًا.
-------
6️⃣ ضع مفهومًا للكتابة من خلال ما استمديته اثناء ممارستك لهذا الفن:
الكتابة
هي الملاذ الآمن، والمهرب الوحيد الذي يناسب كل من يبحث عن وسيلة لتفريغ ما يعتمل
في داخله من مشاعر وأفكار، إنها البوابة التي تعبر منها الروح لتتخلص من ثقل
الأحزان وضجيج الأفكار،
عندما
تكتب، فإنك تنقل ما في أعماقك إلى الورق، وكأنك تتحرر من أعبائك دون أن تخشى
حُكمًا أو انتقادًا، الكتابة تمنحك فرصة لتصفية ذهنك، وترتيب مشاعرك، ورؤية نفسك
بوضوح أكبر، ولن تندم أبدًا على ما تكتبه، لأنها تظل شاهدة على صدق إحساسك، وصدى
لصوت روحك.
--------
7️⃣ هل لديك اقتباس مفضل لأحد الأدباء؟ وما هو؟
"الكتابة
هي فن خلق العوالم، وتوثيق الأحلام والأفكار التي لا يمكن للإنسان أن يعيش
دونها."
-للكاتب
المصري/نجيب محفوظ
---------
8️⃣ مَن الداعم الأول والحافز الآخير
لك؟
أستاذي
الفاضل ناصر التوعري، مدرّس اللغة العربية في المدرسة الأساسية، وأستاذي العزيز
عيسى الضامري، مدرّس اللغة العربية في الثانوية، كان لهما دور كبير في دعمي
وتشجيعي طوال فترتي الدراسية تحت تعليمهما، فقد كانا مصدر إلهام لي، وحفّزاني على
حب اللغة العربية، وأشعرني كل منهما بأن الكتابة ليست مجرد واجب، بل شغف وعشق.
كما لا
أنسى تلك الشخصية المميزة التي لم تكن قريبة مني، ولكن كان لها بصمة كبيرة في
مسيرتي الأدبية، إنها "سهيلة الفرعونة"، من مصر، التي ساعدتني في
الانضمام إلى الكيانات والمبادرات الأدبية، وكان لتشجيعها دور كبير في فتح الطريق
أمامي نحو عالم الأدب، شكراً لهم جميعًا من الأعماق على دعمهم وتشجيعهم الذي لا
يُنسى.
---------
9️⃣ "فقدان الشغف يشبه السير في
طريق مليء بالضباب، لا أرى النهاية ولا أسمع صدى أفكاري"
في ضوء
هذه العبارة:
كيف
تستعيد شغفك مرة أخرىٰ؛ حتىٰ تعود لمواصلة مسيرتك الأدبية؟
قد
ينتهي شغفي بكل الأشياء، قد يذبل حبي للحياة، وقد يتلاشى شغفي بالحب والسعادة
والمجتمع، وربما يأتي يوم تنطفئ فيه رغباتي تجاه كل شيء، لكن شغفي بالكتابة، ذلك
الكنز الذي يسكن روحي، لن ينتهي أبدًا، وإن حدث وانطفأ يومًا، حتمًا سأعود إليها،
وبشغف أكبر، لأن الكتابة جزء لا يتجزأ من كياني، ومع ذلك، سأظل متمسكًا بالله
العظيم، موقنًا بأن تمسكي به هو الطريق لتحقيق أحلامي، فإن لم يكن للشغف مكان،
سيظل الإيمان بالله وقوة إرادتي هما من يقوداني نحو غدٍ أفضل ولمواصلة مسيرتي
الادبية بكل الأحوال بإذنه جل جلاله.
--------
🔟 أختم لنا بنصيحة مُوجهة لأي كاتب
مبتدئ:
أود أن
أوجه رسالتي لكل كاتب مبتدئ، وأقول له: بدايةً، اجعل أملك بالله كبيرًا، فهو الذي
يفتح لك أبواب التوفيق، ثم، اجعل في داخلك النية الصادقة بأنك ستواصل مسيرتك
الأدبية، مهما كانت التحديات، اجتهد، وثابر؛ لأن العمل الجاد والمثابرة لن تذهب
سدى، بل سيجلب لك جزاءه في النهاية، تمسك دائمًا بالطريق المستقيم، وابتعد عن كل
ما يعكر صفو عزيمتك.
وتذكر
جيدًا أن الذين نجحوا قبلك هم بشر مثلك، فلن تجد بينهم من هو أكثر منك قدرة أو
قوة، فلا تقل لنفسك "هم استطاعوا وأنا لا أستطيع"، بل ثق بالله أولًا،
ثم في قدرتك علىٰ أن تصبح الأفضل. الطريق طويل، لكن بإصرارك وإيمانك بنفسك، ستصل
حتمًا إلىٰ ما تصبو إليه.
***********
في
نهاية حوارنا المُميز مع المبدع صابر يحيىٰ /الداهية/ نتمنىٰ له المزيد من التفوق
والإبداع، ولا زلنا على يقين بأن الأيمان بالموهبة هو النجاح والتمسك به هو
التفوق.
> Journalist Salma El-Jilani
♦️تحت
إشراف: كيان خطوط
♦️
المؤسس: محمد فؤاد
Comments 0
Post a Comment
Cancel