حوار صحفي مع الكاتبة سبأ الجاسم الحوري
في طيات تلك الأحداث التي نواكبها والتغيرات التي نعاصرها ما زال هُناك العديد من المُبدعين الذين سيتفوه بهم المستقبل قريبًا، وستكون الكتب خير شاهد على كل ما قدموه لنا من إبداع وحققوه من نجاح.
📍 في هذا
الحوار الشيق سنتعرف اليوم علىٰ أحد كُتاب هذا العصر الحديث الكاتبة: سبأ الجاسم الحوري.
♦️♦️♦️♦️♦️
عَرّفنا أكثر عن نفسك:
أنا سبأ الجاسم الحوري، أديبة وصحفية
تشكّلت ملامحي الأدبية بين صفحات الكتب وعوالم الحروف، نشأت في بيئة تحفّها الكلمة
وتحيطها المعاني، حيث كانت الكتابة ملاذي الوحيد للبوح والتعبير، وكأنها المرآة
التي تعكس أعماق روحي. منذ نعومة أظافري، كنت أجد نفسي تائهة بين دفتي كتاب أو
متأملةً في جمال جملة مكتوبة بإتقان، أؤمن بأن الكتابة ليست مجرد مهنة أو هواية،
بل هي رسالة نبيلة تهدف إلى ملامسة الأرواح وإحداث تغيير حقيقي في النفوس.
2️⃣ منذ متى وبدأتْ رحلتك الأدبية؟
بدأت رحلتي الأدبية منذ أن تعلمت كيف
أخطّ أولى كلماتي على الورق، لكن الشغف الحقيقي تفجّر في سنوات مراهقتي، عندما
شعرت بأن الحروف تحمل قدرة سحرية على تحويل الأحاسيس إلى نصوص نابضة بالحياة. كانت
الكتابة بمثابة صديقي المخلص، وعندما بدأت أشارك كتاباتي، وجدت نفسي أتلقى صدى ما
كتبته في قلوب الآخرين، تلك اللحظات كانت نقطة الانطلاق، حيث شعرت أنني أسير على
طريق يمتد إلى ما هو أبعد من حدود ذاتي.
3️⃣ للأدب فنون عديدة؛ ما هو الفن الذي تفضل كتابته؟
أنا شغوفة بفن الخاطرة، تلك الحروف
القصيرة التي تحمل في طياتها عوالم واسعة، أجد فيها مساحة من الحرية للتعبير عن
المشاعر الإنسانية بأبهى صورها، سواء كانت فرحًا عابرًا، حزنًا عميقًا، أو تأملًا
في جمال الكون، كما أنني أحب المزج بين الشعر والنثر، حيث تمنحني هذه الثنائية
الفرصة لصياغة نصوص تجمع بين الجمال الإيقاعي وقوة المعنى.
4️⃣ شارك معنا اثنين من خواطرك:
الأولى:
في لحظة غروبٍ، شعرتُ أن الشمس تودعني
بكلمات لم أسمعها، لكنها وصلت إلى أعماقي، كان الأفق لوحة زاهية، أشبه برسالة حب
من الطبيعة إلى من يتأملها، وكأنها تهمس لي: "ليس كل وداعٍ مؤلم، فبعضه يحمل
وعدًا بلقاء جديد."
الثانية:
الحياة أشبه برحلة داخل كتاب، صفحاته
مملوءة بالفصول المختلفة، بعضها مليء بالسعادة، وبعضها يحمل عبرًا موجعة، لكن
العبرة ليست فيما نقرأه، بل في كيفية تحويل كل صفحة إلى درس يضيء الطريق للصفحة التالية.
5️⃣ "الكتابة ليست فقط لإخبار الناس بما تعرفه، بل لأخبارهم بما
شعرت به"-مارك توين.
في ضوء هذه المقولة وضح من وجهة نظرك:
⤶هل الكتابة تُعتبر من أفضل الوسائل للتعبير عن المشاعر
الوجدانية بسهولة؟ ولماذا؟
أجل، أوافق هذه المقولة بشدة، الكتابة
في جوهرها هي صوت الروح، وسيلة لرسم المشاعر بالكلمات، حين نكتب، لا نسعى فقط إلى
إيصال فكرة، بل إلى نقل إحساس، إنها تعبير عن تلك اللحظات التي يعجز فيها اللسان
عن الكلام، فتحل الحروف مكانه لتكون صوت القلوب وأثر الأرواح. ومن خلال الكتابة،
يمكننا أن نضع القارئ في مكاننا، ليتذوق ما نشعر به ويتأمل أعماق ما نحمله.
6️⃣ ضع مفهومًا للكتابة من خلال ما استمديته أثناء ممارستك لهذا
الفن:
الكتابة هي نافذة نطل بها على عوالم لا
تُرى إلا بالبصيرة، هي همسة هادئة في ضجيج الحياة، وصرخة مدوية في صمت الألم، هي
تلك القوة الخفية التي تحررنا من قيود الواقع، وتمنحنا أجنحة للتحليق في سماء
الإبداع، إنها حالة من التماهي مع الذات، حيث يتحول القلم إلى أداة تنقلنا من حدود
الزمان والمكان إلى فضاء بلا نهايات.
7️⃣ هل لديك اقتباس مفضل لأحد الأدباء؟ وما هو؟
"الحياة
ليست تلك التي نحياها، بل هي تلك التي نحلم بها." - مارسيل بروست
هذا الاقتباس يعبر عن عمق الحياة كما
أراها، فالأحلام هي وقود الروح، والكتابة هي الوسيلة التي نحول بها تلك الأحلام
إلى واقع ملموس يتجسد في نصوص خالدة.
8️⃣ مَن الداعم الأول والحافز الأخير لك؟
لطالما كانت عائلتي الداعم الأول لي،
فقد منحوني الثقة في قلمي وشجعوني على المضي قدمًا، أما الحافز الأخير فهو القارئ،
ذلك الشخص الذي يجد بين سطوري ما يمسّ قلبه أو يلهمه، لا شيء يضاهي فرحة أن تعلم
بأن كلماتك قد تركت أثرًا، مهما كان بسيطًا.
9️⃣ "فقدان الشغف يشبه السير في طريق مليء بالضباب، لا أرى النهاية
ولا أسمع صدى أفكاري. "
في ضوء هذه العبارة:
⤶كيف تستعيد شغفك مرة أخرى لمواصلة مسيرتك الأدبية؟
حين أفقد شغفي، أعود إلى ذاتي، إلى لحظة
البداية، أبحث عن مصادر الإلهام التي أضاءت طريقي في البداية، سواء كانت كتابًا
ألهمني أو مكانًا أشعر فيه بالسكينة، أستعيد طاقتي بالتأمل والعودة إلى الطبيعة،
حيث أجد في تفاصيلها الصغيرة قصصًا تنتظر أن تُكتب، كما أنني أعتبر الصمت أحيانًا
خير معلم، ففيه أستمع إلى صوت روحي من جديد.
🔟 أختم لنا
بنصيحة موجهة لأي كاتب مبتدئ:
لا تخف من المحاولة، ولا تهاب الفشل،
الكتابة رحلة، وكل كلمة تكتبها هي خطوة تقربك من هدفك، اكتب بشغف، بصدق، وبلا
قيود، تذكر دائمًا أن الكلمة الصادقة تصل مهما كانت بسيطة، وأن الإبداع يكمن في
القدرة على لمس القلوب قبل العقول.
♦️♦️♦️♦️♦️
في نهاية حوارنا المميز مع المُبدعة سبأ
الجاسم الحوري نتمنىٰ لها المزيد من التفوق والإبداع، ولا زلنا على يقين بأن
الأيمان بالموهبة هو النجاح والتمسك به هو التفوق.
> Journalist Salma El-Jilani
📍تحت إشراف: محمد فؤاد
Comments 0
Post a Comment
Cancel