Skip to main content

زَائِفُ الرُؤَى بقلم أمل سماسيري

mohamed Fouad
By mohamed Fouad · نُشر:
آخر تحديث: · No comments

 " زَائِفُ الرُؤَى".

لِدَيْ صَدِيقٌ ظَلَّ يَخْشَى أَنْ يَكُونَ تَحْتَ الْأَزْهَارِ أَفْعَى فَلَا يَشُمُّ رَائِحَتَهَا، وَلَا يُقَدِمُهَا للتَّعْبِيرِ عَنْ حُبِّهِ لِلْآخَرِينَ، ظَنَّ أَنَّ خَلْفَ الْمَطَرِ صَعْقًا يُؤْذِيهِ وَأَنَّ الشَّمْسَ لَهُ مَوْتٌ، كَانَ خَائِفًا مِنْ انْتِهَازِ الْفُرَصِ حَتَّى أَتَى قَاطِفُ الْأَزْهَارِ بِمِظَلَّتِهِ لِجَنْيِ الْأَزْهَارِ وَبَيْعِهَا لِلْمُحِبِّينَ، وعَادَ مُتَدَفِّئًا بِحَرَارَةِ الشَّمْسِ وَنُورِهَا وَلَمْ تَلْدَغْهُ أَفْعَى أَوْيُصِيبُهُ صَعْقٌ، وَلَمْ يَمُتْ مِنَ الشَّمْسِ أَيْضًا، هَذَا حَالُ الْكَثِيرِينَ مِنَ الْبَشَرِ، يَتَوَهَّمُونَ الْكَثِيرَ وَالْكَثِيرَ حَتَّى يَنْتَهِيَ أَمْرُهُمْ بِالْفَشَلِ وَالْخِسَارَةِ، فَالْحَيَاةُ لَا تُرِيدُكَ سِوَى صَافِيَ الذِّهْنِ مُحِبًّا لِلْمُخَاطَرَةِ، أَمَّا إِنْ كُنْتَ مُتَوَهَّمًا؛ فَسَتَصْبِحُ مُتَرَدِّدًا ثُمَّ تَصِيرُ مُتَشَائِمًا فَاشِلًا، لِذَا أُرِيدُكُمْ يَا أَصْدِقَائِي أَلَّا تَنْظُرُوا لِلْجَانِبِ السَّيِّءِ وَالْمُخِيفِ بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ، أُرِيدُكُمْ أَنْ تَنْظُرُوا لِلْحَيَاةِ كَلِعَبَةٍ؛ إِنْ كَسَبْتُمْ فَهُنَيًّئًا لَكُمْ، وَإِنْ خَسِرْتُمْ فَقَدْ رَبِحْتُمْ خَبَرَةً وَتَعَلَّمْتُمْ مِنْ مَدْرَسَةِ الْحَيَاة.

- #أمل_سماسيري.
تيم حر.
#كيان_خطوط.

Comments 0

Post a Comment

Cancel