Skip to main content

يا طارقَ البابِ رِفقًا حين تطرقهُ - رحمة رضا | آماليثا

mohamed Fouad
By mohamed Fouad · نُشر:
آخر تحديث: · No comments

 يا طارقَ البابِ رِفقًا حين تطرقهُ

فإنَّه لم يعُد في الدارِ أصحابُ.

يا طارقَ البابِ، رِفقًا حين تطرقهُ، فإنَّ ما خَلفهُ ليس سِوىٰ أضغاثِ زمنٍ عاثَت بهِ الرياحُ، وصرصرَت عليه السنونُ حتىٰ نخرَ الخشبُ وصدأَ الحديد، تلاشَت الأصواتُ التي كانت تَملأ المَكان، واندَثَرَت الخطَىٰ التي كانت تَسير على هذهِ الأرضِ الهامِدة، فَلا روحٌ هنا تُجيبُ، ولا قلبٌ يخفقُ لِنبضِ الحَياة، إنَّ ما تراهُ أمامك ديارٌ أقفرت كما تقفرُ الأوديةُ بعد سيلٍ جارف، وأصحابُ الدارِ رحلوا كما تذهبُ الريحُ بِالترابِ، تاركين خلفهم أصداءَ زمنٍ باتَ ذِكرىٰ، كانت الجدرانُ يومًا تضجُّ بِالأحاديثِ والأنفاسِ، أمّل اليوم فَلا يَكسوها سِوىٰ صمتٍ أشبهَ بِالغَسقِ حين يحتضنُ الليل؛ فَلا تُعاند البابَ يا طارقَ، فَهو يحرسُ أشباحًا أخرسَها الزمانُ، وحكاياتٍ نُسِجت ثم انقَطَعَت، ولن تسمعَ مِن وراء طرقك سِوىٰ صريرِ الريحِ في فجواتِه، إنَّ الطرقَ لَن يردَ عليكَ سِوىٰ الفراغ، ولَن يَستقبِلك سِوى ظلالٌ تعبرُ بين الحنينِ والنسيان، بين بقايا أنفاسٍ انقَطَعَت كما ينقطعُ النهرُ في مجرَىٰ جافٍ، ورفاتِ أيامٍ تطايرت في غياهبِ النسيان.

• ⤶رَحـمـة رِضـا "آمَـالِيْـ𓂆ـثَـا"⤹.

• تيم: ديـوانـي⁵.

• ڪيان: خُـطـوط.

Comments 0

Post a Comment

Cancel