Skip to main content

الآن أصبحت المخطئ وأنتم الإثنان تلوموني! بقلم مريم الشهاوي

mohamed Fouad
By mohamed Fouad · نُشر:
آخر تحديث: · No comments

 الآن أصبحت المخطئ وأنتم الإثنان تلوموني!

تحدث القلب والعقل بصوتٍ جافٍ يقطر حدةً وغضبًا مكتومًا: "نعم، نلومك... أنت من زلزل أركاننا، أنت من حطمنا دون شفقة أو رحمة... ليس العكس. أنت من انتظرت بصبرٍ قاتلٍ على أعتاب الوهم، تغذي نفسك بأضاليل تعرف يقينًا أنها سرابٌ بعيد... تبني قصورًا من الخيال في ظلمات الليل بين خلايا عقلك، وتزرع في قلبك أحلامًا محكومًا عليها بالموت قبل أن تبصر النور... ثم تستيقظ في الصباح لتواجه صدمة الحقيقة القاسية، تلك اللحظات التي ظننتها قادمة لم تأتِ، فتغرس في قلبك سيوف الألم، لأن ما تمنيتَه تهاوى في الفراغ، رغم أنك كنت تعرف في أعماقك أنه لن يتحقق... كفاك انتظارًا من الآخرين... كفاك! لا تتوقع منهم شيئًا بعد الآن. الشخص الوحيد الذي يمكنك الاعتماد عليه هو ذاتك، أَوَعيتَ ذلك؟"
فاضت دموعه كالسيل الجارف، مكتومًا في صمته، وهو يتلقى هذا العتاب الذي اخترق روحه كالسهم، فتمتم بصوتٍ متهدجٍ من البكاء: "وعيتُ."
صرخ القلب بألمٍ عميقٍ، كمن ينازع أنفاسه الأخيرة: "لا تبكِ... لا تزيد من جراحي... لا تبكِ، فهؤلاء لا يستحقون دموعك... قف صامدًا، أتوسل إليك."
ولكن الألم كان يغمر جسده كبحرٍ من عذاب، فأغمض عينيه ليسقط في دوامة دموعه التي نزفت من جراح روحه، والعقل مطأطئ الرأس حزنًا، يُدرك بحسرة المصير الذي آل إليه.
يبدو أن هذا الصراع ليس كما اعدتم بين القلب والعقل...الحقيقة أن الإنسان هو الجاني الأكبر على نفسه، هو من يخطئ بحق قلبه وعقله. يُغرق قلبه في أوهامٍ يعرف زيفها، ويعذب عقله بصراعاتٍ بين الحق والباطل، ثم يشكو من الألم. كل جرحٍ في روحه ليس إلا انعكاسًا لقراراته الخاطئة وخياناته لنفسه. في النهاية، هو السبب الأعمق في كل ما يعانيه، لأنه أساء استخدام ما منحه الله من قلبٍ وعقل.

#مريم_الشهاوي
#كيان_خطوط

Comments 0

Post a Comment

Cancel