بقلم/ شروق محمد
وقَفَتْ حزينة في أرضِ غُربتِها، لم يتحقَق حُلمُها لم يَكحل الأملُ رِمشَها شمسٌ حَجبتُها الغيوم، غصبها الكُلُ على الوقوفِ مكبلةَ الأيّدي؛ كَدُميةٍ لا تَقدِرُ على الحراك، يَتحكَّمونَ بِها إلى أن لفَّ السوادُ مُحيطَها، إن سَكنت في وطنٍ يقولونَ هذا وطنٌ ما كان يومًا لها، إن تَلونت بلونٍ يقولونَ هذا ليسَ لونُها، إن ضحكت في عيدٍ يقولونَ العيدُ ليس عِيدَها، لا تسيرُ حُرة، بل تسيرُ في خُطَى محسوبةٍ، كانَ لها أماني رسَماتها في خيالِها، فحطموها وتركوها خاليةً بَنو لَها بُرجًا لا يَدخُلهُ غيرُها تسكنُ فيهِ وحيدةً داخلَ أسوارُها، لم تَقدِر على أن تُسابقَ الريح ولا أن تَتباهى بين الجبالِ، ولا أن تَغتَر، ولا أن تسير في رحلةِ العُمرِ تَمردو عليها، وعاندوا قَلبها فعانقت ألمَها، وعلى صدى صوتِها بآهٍ تُمزِقُ ثَنايا فُؤادِها بسببِ تَحكُماتِهم بِها، فَهانتْ عليهم دموعَها، واستَغلوا ضَعفها، يامن ظَنَنتُكُم سندًا يُريحُني، أو دِرعًا يَحميني، جَعلتُموني كدُميةٍ مجمعةَ الأشلاءِ بخيوطٍ تَتحكمون بِها.
الكاتبة: شروق محمد نوبي.
كيان خطوط.
Comments 0
Post a Comment
Cancel