Skip to main content

بقلم محمود أسعد

mohamed Fouad
By mohamed Fouad · نُشر:
آخر تحديث: · No comments

صباح خيرٍ عمَّ أركان الغرفة، يكشف عن شباك عنكبوتية، وغبار متطاير، وحشرات تدسر في أعماق الظلام؛ غارقةٌ في بيات شتوي طويل، وجسدٍ ثقيل مدفونٍ تحت ركام من الصوف المرتب والمخيط على شكل غطاءٍ يحميه من ذلك البرد القارص الذي يتسلل آناء الليل حتى أطراف النهار، من نفس تلك النافذة التي تشع بالدفئ الوهمي كلما داعبتها الشمس ببعض الأشعة الذهبية، ووجهٍ شاحب، كتمت أعينه دموعها، حتى فاضت منفجرة أثناء نومه، وتحسب تلك النفس الساكنة في ذلك الجسد الهزيل أنها تحمل من الحزم قدر ما تحمله من الهم، فتستيقظ جفونها بعد أن تذهب بالدموع من وسادتها شمس الصباح، معلنةً ميلاد شخصٍ جديدٍ لا يأبه بأتعابه وهمومه، أو لا يتذكرها في الوقت الراهن، كسفينةٍ غرقت في بحر الظلمات فما عاد ذلك الخرق البسيط في جوفها يؤذيها، وظنت أنها نجت من الهلاك، وهي بالأصل هالكة، لا تسمع لأهلها صوتًا ولا حركةً لساكنٍ، تتداعب أسماك الموت بداخلها وتتسلل بين الغرف العميقة، وتجدد ألم تلك السفينة بمرورها من ذلك الخرق اللعين، لا تدري أكان هناك فرصة للنجاة لم تتخذها بعد أم لا، ولكن قد فات الأوان على الندم، قد فات الأوان على الحياة.


#محمود_أسعد

#كيان_خطوط

Comments 0

Post a Comment

Cancel