Skip to main content

اسكريبت عن فراق الأب - هاجر عبد الكريم"حور"

mohamed Fouad
By mohamed Fouad · نُشر:
آخر تحديث: · No comments

 •اسكريبت عن فراق الأب.

_ كيف حالك الآن يا عزيزتي، هل أنتِ بخيرٍ الآن؟

_أنا لستُ بخير، لا أستطيعُ تحَمُّل تلكَ المأسآة.

_ عزيزتي، عليكِ أن تحمدي اللّٰه عزَّ وَجلَّ على هذا الإبتلاء؛ لِـتُثابي وتنالي الأجر.

_أحمَدُ اللّٰه دائِمًا، ولكنني لا أطيقُ تحمُّل الفراق، فكان أبي عوني وونيسي في تلكَ الحياة الشَّاقة.

_عليكِ بالصَّبر، فأنا أعلمُ أنَّ النِّسيانَ ليس سهلٌ أبدًا.

_كيف لي أن أنسى؟ أخبريني كيفَ يُمكنُ أن أنسى لحظاتُنا الجميلة؟ كيف لي أن أنسى الحنان والطُّمأنينة الَّتي كان يَغمُرني بهما؟

_أعلَمُ يا رفيقَتي كمْ هو صعب، وأنَّ أباكِ كان رمزًا للحنانِ والطيبة.

_ أتعلمين: عندما كانَ يراني حزينة، كان يضُمُّني إليه، ويواسيني، حينها كنتُ أشعُر أنَّ قيودُ الحُزن تفتَّتت، وأنَّ ألحانَ الطُمأنينة والرَّاحة تنتشرُ في أرچَاءِ مكان.

_ يا اللّٰه! يا لهُ من أبٍ حنون. أكملي حبيبتي، فعليكِ أن تتفرغي بكُلِّ ما يجيش بصدرك؛ لترتاحي.

_ أيضًا عندما كان يراني أجلِسُ بمُفردي، يأتي ويجلسُ بجواري، ويداعِبُني، وتُمتلأ الغرفة بألوانِ البهجةِ والسَّرور. ودائمًا في كلِّ ليلة يتَسَلَّلُ بهدوءٍ، ويدخُل غرفتي، لِيطمئِنّ عليَّ، ويرىٰ إذا كان الغطاءُ مزحلقًا من علىٰ جسدي ليرفَعَهُ عليْ بعنايةٍ وحرص شديدين؛ خشيةَ أن أصحو من نومي.

_رَحمهُ اللّٰه وأكرمَهُ كما كان يفعل في دنياه*أكملي عزيزتي..

_ أتعلمِ: عندما علمتُ أنَّهُ حان وقت رَحيلِه، وأنَّني لم أعُد أراه شعَرتُ أنَّني أَنتَهي، وأنَّ ألحانَ الحُزن تُعلِن انتشارها في أرجاءِ المكان، وإذا بأنفاسي تتسارع، وأكادُ أختنق، حتَّى أصبحتُ لا أرى وأسمع شيئ، وشعرتُ وكأنني أصبحتُ سچينةً للوحدة، والمآسي، وأصبحتُ أعلنُ  عن هزمي وانكساري. آه آه.*

_اهدئي حبيبتي، وكُفِّي عن هذا البكاء، فأباڪِ كانَ رَجُلًا صالحًا حنونًا. إنَّهُ في مكانٍ أفضَل الآن، وتحتَ عناية خالقهِ الرَّحيم. ألَا تتمَنِّي لأباڪِ الفرحة، والسُّرور، والرَّاحة؟

_ڪيفَ لي ألَّا أتمنىٰ له ذلك وهُوَ كان يغمرني بهم؟ بالطَّبعِ أتمنَّى له ذلك.

_إذًا عليكِ أن تهدئِي؛ لتُريحيه، فهو يشعُرَ بڪ، ويَتمنَّى راحتِڪ، كما كان سابقًا، وعليڪِ أن تدعِ لهُ كثيرًا بالرَّحمةِ والمغفرة، فهو يحتاجُ للدُّعاء كثيرًا. واصبري على هذا الفراق، وأنا بجانبُكِ دائمًا يا صديقتي. وأنا سأسألُ اللّٰه لڪِ الصَّبر والسُّلوان.

_أشكُرَڪِ صديقتي على معاونَتكِ إياي ومساندتي في تلكَ الظُّروف القاسية، فأنتِ أصبحتِ سندي الوحيد الآن. وأوعدَكِ أن أتحلَّى بالصَّبر.


ڪ: هاجر عبد الكريم"حور". 

#تيم_فارسي. 

#كيان_خطوط.

Comments 0

Post a Comment

Cancel