Skip to main content

"الحكم بالحب" بقلم ندى ابراهيم شلبي

mohamed Fouad
By mohamed Fouad · نُشر:
آخر تحديث: · No comments

"الحكم بالحب"

يُحكى ذات مرة أن فتاتان في الحسن تجملا، وبين غصون الورد تغزلا، ولكنهن بالخلق لم يتشابها؛ فكانتا ملكتان عرش لـ بلدان مختلفتان، إحداهما ملكة بالتواضع والحب والسلام، والتفاهم، حكمت بلدها، وسيطرت على جيشها بحكمتها، ورُقي تفكيرها، وسعة صدرها؛ فملأت قلوب أهل بلدها بالحب لها، وزرعت فيهم قوة الحب لبعضهم، والدفاع عن بلدهم بالحكمة سواء كانت معهم أو لم تكن، وجعلتهم يشعرون أنها منهم، وأنهم منها وأنها ليست حاكمة عليهم بل هي عونٌ لهم؛ فلقبوها علنًا بـ وردة الجنان ، والأخرى جذبها رونق أموالها، وسارت تفرض وتحكم، وتتسلط في بلدها؛ فغرست كره أهل بلدها لها بجهلٍ وظلمٍ منها لهم ولنفسها؛ فلقبوها سرًا بـ شوك النيران ثم ذات يومٍ أتى فيضانٌ هالكٌ على كل بلد من البلدان، وقبله مرضتا الملكتان مرضًا قاسيًا؛ فتجمعوا أهل بلد وردة الجنان، وبنوا سدًا عظيمًا يفتخر به كل البُلدان، وأرسلوا رسالة حبٍ لمن زرعت فيهم العزيمة، والإرادة، وقوة الدفاع الحكيم تجاه المخاطر بأنواعها، وكأن رسالتهم هذه عافتها من مرضها، وردت فيها عافية بدنها، وأبهجت قلبها، وعلى الجانب الآخر أهل ملكة شوك النيران ظلوا يدعون على ملكتهم لعلهم يتعافون من ظلمها وجشعِها، وقالوا لن يأذينا الفيضان أكثر مما أذتنا به هذه اللعينة، فما فعلوا شيئًا تجاه خطر الفيضان؛ فأهلكهم جميعًا؛ فصارت هذان البلدان عبرة لغيرهم من البلدان.
و من هنا نستنتج الكثير؛ فنستنتج أن التعامل بالحب، والتفاهم قوة تظهر في الشدائد، وأن الحب، والتفاهم ليس فقط في علاقة الزوجين أو الحبيبين كلا؛ فالحب والتفاهم أساس أي علاقة أيًا كانت سواءًا بين الزوج وزوجته أو بين الآباء وأبنائهم أو بين الأصدقاء وبعضهم أو بين الحكام و المحكومين منهم أو أي راعٍ ورعيته .
و كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ".

Comments 0

Post a Comment

Cancel