Skip to main content

أطيافُ اللقاء بقلم أحمد فايز

mohamed Fouad
By mohamed Fouad · نُشر:
آخر تحديث: · No comments

 أطيافُ اللقاء

رغم أننا افترقنا منذُ دهرٍ طويلٍ، وعندما جمعتنا الصُّدفةُ تقابلنا كالغرباءِ، كأنّ ودَّنا الذي كان بالأمسِ لم يكنْ إلّا وهمًا سرابًا، وميضًا خاطفًا في صحراءِ العُمر، ولكِن في أحلامي، لم يكن لقاؤنا لقاءَ الغرباءِ، بل كان اجتماعَ أرواحٍ أنهكَها الحنينُ، واجتاحتها رياحُ الشوقِ، حتى تكسَّرت سدودُ الفراقِ، وانسكبَت مشاعرُنا كالسيلِ العارمِ في وديانِ الذاكرةِ.

عناقُنا في الحُلمِ كانَ أبهى من كلِّ حقيقةٍ، أطولَ من الزمانِ، وكأنَّ الزمانَ وقفَ له إجلالًا، والكونُ سكتَ احترامًا لقلوبٍ أضناها البعادُ، فباتَت كالأرضِ الجدباءِ تنتظرُ غيثًا، ولكِن تبقى الحيرةُ تلتفُّ حولَ قلبي كحبلِ مُعترٍ، "لماذا أتيتَ بعدَ كلِّ هذه السنينِ أهوَ خيرٌ ساقكَ إليَّ؟ أم أنّ الحياةَ قد قستْ عليكَ فأرسلتكَ تستجيرُ بذكرياتنا؟  لماذا جئتَ كريحٍ تهبُّ على رمادٍ ظننتُه خامدًا، فتشعلُ نيرانَ الماضي التي خمدَتْ على حينِ غفلةٍ؟ لماذا فتحتَ أبوابَ الذكرى التي أغلقها النسيانُ بأقفالٍ من حديد؟ هل هوَ الحبُّ الذي لا يموت؟  أم أنّ روحَك الموجوعةَ جاءتني تأنسُ بذكراها الأخيرة؟ إنَّني أبحثُ عنكَ الآنَ، ليسَ في واقعي، بل بينَ ثنايا الحُلمِ، كأنَّ قلبي فارسٌ ضلَّ طريقه في ليلٍ بلا قمرٍ ،  فهل أنتَ بخيرٍ؟  أم أنّ الفراقَ قد أهلككَ كما أهلكَني؟"

#أحمد_فايز
#كيان_خطوط

Comments 0

Post a Comment

Cancel