Skip to main content

"لم يكن وداعًا لائقًا بما عشناه" بقلم يارا عماد "فراشة"

mohamed Fouad
By mohamed Fouad · نُشر:
آخر تحديث: · No comments

 "لم يكن وداعًا لائقًا بما عشناه".


في شرفة منزل يطل على الشاطىء، يجلس رجل في الاربعين من عمره على مقعده ويتناول القهوة، ينظر للسماء بشرودٍ واضح، وفجأة يمسك تلك الصورة التي كانت ملقاه على الطاولة أمامه، مد أنامل يديه والتقطها، إذا هي بصورة امرأة في الثلاثين من عمرها، ينظر لها بتمعن ويقول: أُقسم لكِ أن حياتي فارغة بدونك، لماذا تركتيني وغادرتي؟ قد كنتي تعرفين أنني أقوى بكِ، لماذا هجرتيني وهجرتِ حُبنا؟ صمت لوهلة وعينيه تدمع من شدة الاشتياق وأكمل حديثه: لم يكن وداعًا لائقًا بما عشناه عزيزتي، لم نكن هكذا، كنت أريد أن تكوني بجانبي، لماذا تكون تلك النهاية؟ ثم صمت فجأة كأنه تذكر شيئًا ما، ثم أرتشف بعضٍ من قهوته وقال: أتتذكرين المقالب؟ وضحكنا، ومرحنا، أتتذكرين كيف كنت أعتذر لكِ عندما أغضب عليكِ؟ تتساقط بعض الدموع من عينيه ويكمل بصراخ: لماذا رحلتِ؟ فأنا بدونك لاشيء وأنتِ تعلمين هذا، منذ رحيلك وأنا لا أواجه العالم، ولا أستطيع مواجهة البشر، ظلت الدموع تتساقط من عينيه ويكمل حديثه: لم يكن وداعًا لائقًا فعلًا، أتعلمين؟ كنت أود احتضانك، أود ضمك الى صدري بشدة، يضحك بانتصار وكأنه تذكر شيء وقال: يبدو أنني سوف التحق بكِ، لا أريد العيش بدونك يا من امتلكتي فؤادي وقلبي، يكسر كوب قهوته، ويمسك زجاجة من تلك الزجاجات المبعثرة ويمدها إلى شرايين يديه ومن ثم يتساقط الدم بكثرة، قبل أن يستسلم ويسلم روحه للذي فطره، نظر لتلك الصورة وضحك بخفة وقال: ربما إن التقينا مجددًا، يكون وداعًا لائقًا.

كـ/ #يارا_عماد"الفراشة"
تيم كوفي
#كيان_خطوط

Comments 0

Post a Comment

Cancel